3* التعلُّم مِن الشرائطِ المسجَّلةِ : السماعُ وحده لا يكفي للوصولِ للتلاوةِ الصحيحةِ : نلاحظُ في بعضِ الأحيانِ مِن خبراتِنا الحياتيةِ أنَّ بعضَ إخوانِنا مِن الشبابِ والطُّلابِيعمدونَ في تصحيحِ تلاوتِهم إلى شرائطِ القرآنِ الكريمِ الكاسيت الموجودةِ, غير أننا عندَ الأداءِ الفعليِّ نجدُ أنَّ المستوى لم يبلغ الحدَّ المطلوبَ, كذلك البعضُ يعكفُ على دراسةِ التجويدِ مِن الكتبِ, ما عندَه وقتٌ, وعند التطبيقِ أيضًا نجده لم يصلْ إلى المستوى المطلوبِ. فأين تكمنُ المشكلةُ ؟ القرآنُ الكريمُ كما ذكرنا في الدروسِ السابقةِ نُقِل إلينا نقلًا صوتيٍّا؛ فشريطُ الكاسيتِ للقرَّاءِ المتقنين المشهورين ينقلُ إلينا أصواتَ القرآنِ الكريمِ نقلًا صحيحًا, ونحنُ نستمعُ بآذانِنا ... بعد أن نستمعَ عندنَا عمليةٌ معاكِسةٌ هي محاكاةُ الأصواتِ التي سمعناها بآذانِنا ...الصوتُ أتاني إلى أذني منطوقًا نطقًا صحيحًا, عليَّ الآنَ أنْ أحاولَ أنْ أعيدَ كما سمعتُ ...لكِن مَن الذي يحكمُ على أنَّ الصوتَ الذي أعيدُه الآنَ هو مطابِقٌ للصوتِ الذي سمعتُه ؟؟؟ هذا لا يحكمُ عليه إلا أستاذٌ يسمعُ تلاوتي, فالكاسيتُ يحلُّ نصفَ المشكلةِ, يعطيني صوتًا صحيحًا ويوصلُه إلى أذني, لكن عليَّ أنْ أكونَ ماهرًا في محاكاةِ هذا الصوتِ حتى أَقتربَ مِن التلاوةِ الصحيحةِ, أمَّا إنْ أردتُ أنْ أكونَ متقنًا تمامًا, فلابدَّ مِن أنْ يكون َهناكَ استماعٌ للتلاوةِ التي أنطقُها أنا مِن أستاذٍ متقنٍ للتلاوةِ, مشهودٍ له بصحةِ القراءةِ. هذاالأستاذُ يلاحظُ أداءَ الطالبِ, ويصححُ له, فإن مدَّ زيادةً يقولُ له: قصِّر المدَّ, وإنْقصَّرَ المدَّ يقولُ له: طَوِّلْ, وإنْ كانَ أتى بالرَّاءِ مثلًا غير مفخمةٍ كما يجبُ يقولُ له:فخِّم الرَّاءَ كما يجبُ, نسيَ قلقلةً, حرفًا, يوجِّهه, أما بدونِ أستاذٍ فهذا يعودُ إلى قدرةِ الشخصِ على التقليدِ, وقدرةِ الشخصِ على المحاكاةِ ملخصُ القولِ أنَّ إتقانَ التلاوةِ يتطلبُ سماعَ شيخٍ متقنٍ, و مهارةً في المحاكاةِ, و الحكمَ على ذلك بالقراءةِ على شيخٍ متقنٍ مشافهةً. |