Friday, 2024-04-26, 11:39 PM
 

مراتب القراءة

مراتب القراءة

لاشك أن سرعة الفم الإنساني في التلاوة يمكن أن تتغير من بطئ إلي أسرع إلي أسرع. من تلك السرعات الكثيرة جدا تستطيع الأذن البشرية أن تضبط وتُدرك ثلاثة أنواع وهي البطء في التلاوة, السرعة في التلاوة والتوسط بين البطء و السرعة. سرعات التلاوة لا تنتهي ولكن الذي تدركه الأذن هو أَنَّ هذه القراءة سريعة أو بطيئة أو متوسطة.
أطلق العلماء علي سرعة القراءة اسم التحقيق. والتحقيق هو الهدوء والتؤدة والبطء في اخراج الحروف. وأطلقوا علي السرعة الكبيرة اسم الحدر-حدر فلان أي أسرع. وأطلقوا علي عدم السرعة وعدم البطء اسم التدوير. 

إذا مراتب القراءة القرآنية: 

التحقيق-البطء من غير تمطيط.

التدوير-التوسط.

الحدر-السرعة من غير دمج ويَعُمَّها الترتيل.

التحقيق: هو البطء من غير تمطيط. والتمطيط هو توليد حروف المد من الحركات, فالفتحة لها زمن إن زاد تولد منها ألف, والضمة لها زمن إن زاد تولد منها واو ( مثلا كُنْتُ تمط الضمة فتنطق كونت) والكسرة لها زمن أن زاد تولد منها ياء(مثلا إِن تمط الكسرة فتنطق إِين). هذا التمطيط يُخشي علي من يقرأ بالتحقيق منه. إِذا القارئ بالتحقيق عليه أن ينتبه فلا يمط الحروف والحركات(الفتحات والضمات والكسرات) زيادة عن زمنها الذي تستحقه حتي لا يتولد من ذلك ألفات وواوات وياءات-أي حروف المد.

الحدر:
هو السرعة من غير دمج. الدمج هو إدخال الحروف في بعضها, مثلا- "قد جعلنا" تقرأ "قد جعنا"بدمج اللام في النون من سرعة القراءة, كذا "صراط الذين أنعمت عليهم" فتقرأ "صراط الذيننعمت عليهم" , فأين ذهبت الهمزة؟ لابد من بيان كل حرف علي حدة. 
إِذا الذي يقرأ القرآن الكريم بسرعة أي بالحدر (من أجل الثواب أو مراجعة الحفظ مثلا) لابأس بذلك شرط أن تَسْلَم الحروف من الدمج وهو إِدخال الحروف في بعضها وأكل بعضها.


التدوير:
هو التوسط في القراءة لا بسرعة كالحدر ولا ببطء كالتحقيق.


ما هو الترتيل وهل يعم مراتب القراءة الثلاثة؟
قال الله تعالي:{ورتل القرآن ترتيلا}- ورتل فعل أمر, فإذا نحن مأمورون بترتيل القرآن الكريم. 


الترتيل في اللغة العربية مأخوذٌ من قول العرب- ثغر مرتل أي فم مرتب. وتقول العرب ذلك علي الفم الذي فيه الأسنان مرتبة سنا سنا فلا يركب سن علي آخر أو يخفي جزءا من السن الآخر بل كل سن علي حدة. وكانت العرب تعتبر ذلك مزية في الفم. كذا مأخوذ منها كلمة رَتْل كأن يقول المعلم لطلابه قفوا رَتْلا أحاديا, فالرتل هو أن يقف كل طالب خلف أخيه بانتظام. وقيل في معني ورتل القرآن ترتيلا-أي انبذ القرآن حرفا حرفا, وانبذه أي أخرجه.


إذا ترتيل القرآن هو بيان حروفه. ونحن مأمورون ببيان حروف القرآن سواء أسرعنا في القراءة (أي حدرنا) ، أو توسطنا (أي دورنا ) ,أو بطأنا (أي حققنا).


الخلاصة: كلمة الترتيل تَعُمُ سُرعَات التِلاوة الثلاثة, فمن حقق أو دور أو حدر فلابد له أن يُرتل.