تنبيهات هناك أخطاء شائعة عند المبتدئين ومن لا دِرَايَةَ لَهُ بِالأَحكَام, يُنبِهُ عليها بن الجزري في قوله: فليس التجويد بتمضيغ اللسان ولا بتقعير الفم ولا بتعويج الفك ولابترعيد الصوت ولا بتمطيط الشدَّة ولا بتقطيع المد ولا بتطنين الغنات ولا بحصرمة الراءات. تمضيغ اللسان: التمضيغ مشتق من المضغة بمعني اللقمة ويقصد به كأن الذي يقرأ في فمه لقمه وهو يتكلم. تقعير الفم: مشتقة من القعر- تَقَعَّر فلان في كلامه أي تكلم من أقصي حلقه. من المعلوم أن الحلق مخرج لحروف هي الهمزة والهاء(من أقصاه) والعين والحاء(من وسْطه) والغين والخاء (من أدناه). المنهي عنه هو الضغط الزائد علي الحنجرة بحيث يخرج صوت يشبه العين مع التلاوة. فنجد المتكلم يضغط علي أقصي حلقه تكلفا. وهذا الضغط الزائد لا داعي له بل يجب ترك الامر بالطريقة العادية التي ليس فيها كلفة, قال الله تعالي:{ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي}. تعويج الفك: هو إمالة ما لا إمالة فيه فيجعل القارئ فكه يعوج بالحروف التي لا ينبغي فيها الإمالة. ترعيد الصوت: الترعيد هو الاهتزاز وجعل الصوت يهتز ويضطرب ويرتعد. هذا الأمر منهي عنه لأنه لم يرد هكذا, ولأن فيه تقطيع للكلام ولأن فيه تأثرا مصطنعا. فلو كان تأثرا حقيقيا فلا مانع وهو ما حدث لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم لما دخل مكة فاتحا, راكبا دابته ومطأطئا رأسه تواضعا لله واعترافا بفضله سبحانه وتعالي, وهو يذكر كيف أن أهل هذه القرية أخرجوه وأعاده الله تعالي إليها. فلما قرأ صلي الله عليه وسلم القرآن وهو علي ظهر الدابة, والدابةُ تهتهزُ به, خرج صوته متقطعا بحالة نفسية متأثرة. وهذا يحدث لكل من أراد أن يقرأ القرآن وهو في حالة تأثر. فإذا كان غَلَب علي الإنسان الخشوع والبكاء فلا مانع من ذلك. وأما أن يصطنع ذلك فهي الهيئة المنهي عنها. تمطيط الشدَّة: التمطيط هو التطويل. ومن المعلوم أن لا مَطَ في القراءة إلا في حروف المد والغنة (في الميم والنون). أما المط في الشدَّة فهو في غير هذه الأمكنة وهو خطأ.كل ما وجد القارئ حرفا مشددا مَطَّهُ و طَوَلَهُ ولو لم يكن حرف مد ولا غنة فيه. تقطيع المد: وهو الإنتقال من طبقة صوتية إلي أخري في حرف المد نفسه. الترجيف للصوت والتقطيع للمد من الهيئات المنهي عنها لأنه يُوَلِد من الألف ألفات ومن الواو واوات ومن الياء ياءات. تطنين الغنات:التطنين يشبه التقطيع في المد وهو اهتزاز الصوت وتقطيعه عند النطق بالغنة. يجب عند القراءة أن يبقي الصوت علي طبقة صوتية واحدة حتي ينتهي الحرف ثم ينتقل إلى حرف آخر. حصرمة الراءات: الحصرمة في اللغة هي التضييق. حصرمة الراءات المقصود بها حبس الصوت تماما عند النطق بالراء فيخرج الحرف مبتورا. فالراء حرف بين الرخو والشديد والصوت يجري فيه جريانا ناقصا. فالضغط الزائد علي الراء بحيث يبتر صوتها ويضغطها في مخرجها هو الحصرمة التي نهي العلماء جزاهم الله خيرا عنها. كل ما سبق من الأخطاء ذُكِرَ لِتَُجَنْب وكلها خلاصتها التكلف. فالتكلف أمر مذموم في التلاوة.ما أجمل القراءة إذا خرجت هكذا كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:{اقرَءُوا القرآن بلحون العرب وأصواتها} -أي القراءة بالطبع والسجية كما جُبِلوا عليه من غير تكلُفٍ مَذموم. |