Thursday, 2024-11-28, 1:32 PM
 

أحكام الإستعاذة والبسملة


أحكام الاستعاذة والبسملة


نحن مأمورون إذا أردنا أن نقرأ شيئا من القرآن الكريم بالاستعاذة ، لقوله تعالى :

فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } ، سواءً كان ذلك في أول السورة أو من خلال سورة ما من سور القرآن الكريم .

ولفظه المشهور : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وهناك صيغ أخرى منها :

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم . 

فالإتيان بهذه الاستعاذة في أول التلاوة إشعار بأن الإنسان كأنه يقول : ياربي أريد أن أقرأ كلامك ، وهناك عدو لي تراه ولا أراه ، تقدر عليه ولا أقدر عليه لأنه لا يقع تحت دائرة بصري ، فأنا ألجأ إليك يارب أن تعصمني من هذا الشيطان وأن تحول بيني وبينه ، لأن الشيطان أخذ على نفسه عهدا أن يضلنا ، فإذا رآنا مقبلين على تلاوة كتاب ربنا ، سيأتي بالخواطر النفسانية ، ويذكرنا بالانشغالات المختلفة حتى يصدنا عن تلاوة الكتاب العزيز ، قال تعالى : { إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة } وقال الشيطان : { فبعزتك لأغوينهم أجمعين } ، فإذا رآنا مقبلين على تلاوة القرآن وهي من أعظم العبادات تميز غيظا ، وأراد أن يصدنا ، فنحن نقول : يارب إنا لاجئون إليك فاعصمنا من كيده ... هذا بالنسبة للاستعاذة .

ولفظ الاستعاذة ليس من القرآن الكريم ، وإنما نحن نتلفظ به امتثالا لقوله تعالى : 

فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } ، ولذلك لا نراه مكتوبا في المصحف ، إنما الذي نراه هو البسملة ، وإتياننا به مشروع ، تنفيذا لأمر إلهي ، وعلى هذا يؤتى به ولو لم يكن مكتوبا في المصحف .

أما البسملة فهي كما نرى آية ثابتة في المصحف في أول كل سورة من سور القرآن سواء قلنا بأنها آية من أول كل سورة ، أو قلنا بأنها آية مستقلة أنزلها الله تعالى للفصل بين السور . وهي في أول كل سورة من سور القرآن ماعدا سورة التوبة .

فسورة التوبة لم يكتب الصحابة قبلها بسم الله الرحمن الرحيم ، ونحن نتبع المصحف الذي كتبه الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نزيد فيه ولا ننقص . نبدأ بالاستعاذة ثم نشرع في السورة مباشرة .

* التعوذ والبسملة له أحوال كما قال أهل العلم ، منها أول السورة ، ومنها أول التلاوة ، ومنها بين السورتين .. نبدأ ببيان حكم التعوذ والبسملة أي طريقة أداءه في أول السورة :

إذا بدأ القارئ بسورة من سور القرآن لابد له من الاستعاذة والبسملة ، والقارئ مخير، يستطيع أن يفصل الاستعاذة عن البسملة ، والبسملة عن أول السورة ، وله أن يصل التعوذ بالبسملة ، ويقطع البسملة عن أول السورة ، وله أن 
يصل الجميع في نفس واحد ، وله قطع الاستعاذة عن البسملة ، ووصل البسملة بأول السورة . 

أما طريقة أداء الاستعاذة إذا أراد القارئ أن يقرأ من خلال سورة ما من سور القرآن فلا بد له من الإستعاذة لعموم قوله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله }.

أما البسملة فالقارئ مخير بين الإتيان بها وعدم الإتيان بها في أواسط السورة .
فإذا أراد القارئ أن يشرع بأي آية في أواسط السور فيستعيذ ثم يبدأ بالمقطع الذي يريد قرآءته مباشرة ... هذا وجه .
وله أن يستعيذ ثم يبسمل ثم يبدأ بالمقطع الذي يريد تلاوته .

أما إذا انتهى القارئ من سورة ما وأراد أن يشرع في السورة التي تليها أو بسورة أخرى من بعد ذلك فلا تعوذ بينهما ، لأن القرآن كله شيء واحد ، والتعوذ الأول يكفي . أما البسملة فلابد منها لأنها كما نرى آية ثابتة في المصحف فلابد من الإتيان بها بين السورتين .

إذن : إذا انتهى القارئ من سورة ، يبسمل ثم يشرع في السورة التي بعدها من غير تعوذ بينهما